رؤية - صالح النعاشي _ جريدة المدينة
إن رحلة الشاعر عبدالواحد الزهراني الشعرية تمثل خيطاً متصلاً من القبول الى التساؤل، الحد الفاصل بينهما ظاهر ومفقود واضح ومخفي, بداية عبدالواحد الشعرية كانت مشابهة تماماً لبداية جميع شعراء العرضة الجنوبية متخمة في البحث عن القبول لدى المتلقي وهذا ما يجعل الشاعر منقاداً الى قبول ما يريده المتلقي للوصول الى القبول المنشود الذي يمثل الطريق الوحيد الى التواجد وإثبات الذات, لم يكن ليخطر على بال أحد ما يخفيه المستقبل من تحول مثير في مسيرة هذا الشاعر لأن الناقد (الجمهور الحاضر والمتابع) يرى في التقييم المقدرة على مقارعة الخصوم والحضور المقبول وبعدها التواجد المطلوب أما الاستنباط للفكر الذي يحمله شاعر ما فهذا لم يكن مرتبطاً بشعر العرضة تماماً ولم يكن يمثله احد قبل عبدالواحد , لم يكن معيباً لعبدالواحد أن يستمر في عالم القبول ولم يكن من الصعب عليه أن يكون ممن يشار إليهم بالبنان حينما يُذكر شعر العرضة , والقبول عالم مريح ففيه استقرار وطمأنينة وثبات وهو عالم غير مُتعب فاختياره عين المنطق ولكن لمن ؟ لمن لا يملك تساؤلات متجددة في داخله , وكذلك لمن لا يملك فكراً لامعاً بريقه يزعجه إن احتفظ به في داخله.
كانت حياة عبدالواحد الشعرية هكذا حتى بدأت التساؤلات تخرج للناس عبر شعره فكانت رائعته الأشهر ( خط الجنوب) ليبدأ بالتساؤل المدوي (وأنت عطشـان ما تـروى على ما شربـت مـن الدمـا) ليُخرج عبدالواحد شعر العرضة الجنوبية من قصور الأفراح الى منازل المكلومين , هكذا وبدون سابق إنذار كسر عبدالواحد كل الحواجز القائمة بين هذا الشعر وعالم المثقفين والرافضين لهذا الشعر وكذلك معارضيه وأعدائه الى المشاركة في التساؤل أو على أقل تقدير الاستماع إلى هذا التساؤل , كانت ومازالت قصيدة ( خط الجنوب) حداً فاصلاً في تاريخ شعر العرضة الجنوبية وليس في تاريخ عبدالواحد الشعري فقط. استمر في تساؤلاته وفي إثارة الغبار وأحياناً الدخان ولكن بعد أن بدأ يمزج هذه التساؤلات بالكثير من السخرية المقصودة وفي السخرية شجاعة متناهية تؤدي الى هلاك ان لم يكن مستخدمها في ذكاء وموهبة عبدالواحد , وليس شرطاً أن تكون السخرية مقصورة على كل مضحك بل تتجاوز الى ما هو مؤلم فاستخدام السخرية هنا في قمة التراجيديا كان قمة وروعة التوظيف لدى عبدالواحد ( ولا قولو لي انقعها على الريق واشرب مايها)، (بعضهم ما ورث من بوه غير الصلع والسكري)، (قالوا ان السياسية كلها شعوذة من شعوذة )، (كل ما جا مصيبة قلتم الوضع تحت السيطرة )..
لقد أصبح شعر العرضة بعبدالواحد ومعه فناً وتجاوز به أن يكون مجرد تعبير أو بمعنى أدق أداة تعبير.
انطلقت من عبدالواحد في هذه المرحلة القصيدة البصمة ( صفر سبعة) التي أثار بها الغبار والدخان معاً ليكسر بها ومعها حاجز إقليمية قصيدة العرضة الجنوبية الى خارج النطاق لترددها ألسن الغبن وتسمعها آذان الاحتقار لتسكت أمامها وتقف احتراما لشاعرها , تطلب خروج هذه القصيدة جرأة متناهية من عبدالواحد ومخاطرة أشك في أنها وضعت من عبدالواحد تحت أي حسابات ولكنها بحق وضعت شاعرها في مكانه الذي يستحقه وتركت لأبناء (صفر سبعة) شيئاً من تراث الفخر العربي القديم بمقولة شاعر حينما رفع جرير قدر بني أنف الناقة بقصيدة .
عبدالواحد مثل مدرسة شعرية خاصة في شعر العرضة لها تلاميذها لا ننكر ولكن أن يكن تخرج منها أحد فلا أعتقد ذلك وأشك أن يتخرج منها أحد لا في القريب العاجل ولا في البعيد الساحق , مازال أمامنا الكثير لنقوله عن تجربة عبدالواحد ومازال لدى عبدالواحد الكثير ليضيفه لتجربته ولكن هناك تساؤل هل يؤثر القلق وعدم الثبات الناتج عن التساؤل في رحلة عبدالواحد الشعريه؟ وهل ستأخذه حياة الميتافيزياء الشعرية التي يعيشها الى ابعاد ترفض شعر العرضة أو لا يستوعبها شعر العرضه ؟ تساؤلات الأيام تجيب عليها أما نحن أو حتى عبدالواحد نفسه فلا
إن رحلة الشاعر عبدالواحد الزهراني الشعرية تمثل خيطاً متصلاً من القبول الى التساؤل، الحد الفاصل بينهما ظاهر ومفقود واضح ومخفي, بداية عبدالواحد الشعرية كانت مشابهة تماماً لبداية جميع شعراء العرضة الجنوبية متخمة في البحث عن القبول لدى المتلقي وهذا ما يجعل الشاعر منقاداً الى قبول ما يريده المتلقي للوصول الى القبول المنشود الذي يمثل الطريق الوحيد الى التواجد وإثبات الذات, لم يكن ليخطر على بال أحد ما يخفيه المستقبل من تحول مثير في مسيرة هذا الشاعر لأن الناقد (الجمهور الحاضر والمتابع) يرى في التقييم المقدرة على مقارعة الخصوم والحضور المقبول وبعدها التواجد المطلوب أما الاستنباط للفكر الذي يحمله شاعر ما فهذا لم يكن مرتبطاً بشعر العرضة تماماً ولم يكن يمثله احد قبل عبدالواحد , لم يكن معيباً لعبدالواحد أن يستمر في عالم القبول ولم يكن من الصعب عليه أن يكون ممن يشار إليهم بالبنان حينما يُذكر شعر العرضة , والقبول عالم مريح ففيه استقرار وطمأنينة وثبات وهو عالم غير مُتعب فاختياره عين المنطق ولكن لمن ؟ لمن لا يملك تساؤلات متجددة في داخله , وكذلك لمن لا يملك فكراً لامعاً بريقه يزعجه إن احتفظ به في داخله.
كانت حياة عبدالواحد الشعرية هكذا حتى بدأت التساؤلات تخرج للناس عبر شعره فكانت رائعته الأشهر ( خط الجنوب) ليبدأ بالتساؤل المدوي (وأنت عطشـان ما تـروى على ما شربـت مـن الدمـا) ليُخرج عبدالواحد شعر العرضة الجنوبية من قصور الأفراح الى منازل المكلومين , هكذا وبدون سابق إنذار كسر عبدالواحد كل الحواجز القائمة بين هذا الشعر وعالم المثقفين والرافضين لهذا الشعر وكذلك معارضيه وأعدائه الى المشاركة في التساؤل أو على أقل تقدير الاستماع إلى هذا التساؤل , كانت ومازالت قصيدة ( خط الجنوب) حداً فاصلاً في تاريخ شعر العرضة الجنوبية وليس في تاريخ عبدالواحد الشعري فقط. استمر في تساؤلاته وفي إثارة الغبار وأحياناً الدخان ولكن بعد أن بدأ يمزج هذه التساؤلات بالكثير من السخرية المقصودة وفي السخرية شجاعة متناهية تؤدي الى هلاك ان لم يكن مستخدمها في ذكاء وموهبة عبدالواحد , وليس شرطاً أن تكون السخرية مقصورة على كل مضحك بل تتجاوز الى ما هو مؤلم فاستخدام السخرية هنا في قمة التراجيديا كان قمة وروعة التوظيف لدى عبدالواحد ( ولا قولو لي انقعها على الريق واشرب مايها)، (بعضهم ما ورث من بوه غير الصلع والسكري)، (قالوا ان السياسية كلها شعوذة من شعوذة )، (كل ما جا مصيبة قلتم الوضع تحت السيطرة )..
لقد أصبح شعر العرضة بعبدالواحد ومعه فناً وتجاوز به أن يكون مجرد تعبير أو بمعنى أدق أداة تعبير.
انطلقت من عبدالواحد في هذه المرحلة القصيدة البصمة ( صفر سبعة) التي أثار بها الغبار والدخان معاً ليكسر بها ومعها حاجز إقليمية قصيدة العرضة الجنوبية الى خارج النطاق لترددها ألسن الغبن وتسمعها آذان الاحتقار لتسكت أمامها وتقف احتراما لشاعرها , تطلب خروج هذه القصيدة جرأة متناهية من عبدالواحد ومخاطرة أشك في أنها وضعت من عبدالواحد تحت أي حسابات ولكنها بحق وضعت شاعرها في مكانه الذي يستحقه وتركت لأبناء (صفر سبعة) شيئاً من تراث الفخر العربي القديم بمقولة شاعر حينما رفع جرير قدر بني أنف الناقة بقصيدة .
عبدالواحد مثل مدرسة شعرية خاصة في شعر العرضة لها تلاميذها لا ننكر ولكن أن يكن تخرج منها أحد فلا أعتقد ذلك وأشك أن يتخرج منها أحد لا في القريب العاجل ولا في البعيد الساحق , مازال أمامنا الكثير لنقوله عن تجربة عبدالواحد ومازال لدى عبدالواحد الكثير ليضيفه لتجربته ولكن هناك تساؤل هل يؤثر القلق وعدم الثبات الناتج عن التساؤل في رحلة عبدالواحد الشعريه؟ وهل ستأخذه حياة الميتافيزياء الشعرية التي يعيشها الى ابعاد ترفض شعر العرضة أو لا يستوعبها شعر العرضه ؟ تساؤلات الأيام تجيب عليها أما نحن أو حتى عبدالواحد نفسه فلا