هاأنذا أعود لقرائة النص كما وعدت وعذراً على التأخير....
^^رجـــل مـنـهــــك الأعـمـــــاق^^
*نص تحصن برمزية متمنعة لا يستطيع فك طلاسمها إلا من كتبها ولكن يبقى لنا كقراء ونقاد حق التمعن والإستمتاع بمحاولة سبر أغوار هذا النص الرائع.....
نص حر نثري أخذ طابع لغة الروايه في سرده وبناءه, هذه اللغه أضفت رهافة خاصة تولدت من جملة من الوسائل التي اعطت نشاطاً جمالياً.
*هذا النص مسكون بالأسئله والترقب والخيالات والايماءات والمتضادات والتي وضفت كلها لخدمة وحدة القصيده وهدفها...
نص مترع بالألم والتعب واليأس....
الرفض لهيمنة البطل على قلب وروح الشاعره متمثلة في سيل واضح من الأحداث والتفاصيل في قالب رمزي يصرخ في أحيان كثيره بنداءات يائسة تتراوح بين الحميمية والوحشية , مما أعطانا أحساس بمرجعية واقعية تقف خارج النص.
مزيج من الواقع والخيال المتمثل في هذا الرجل المنهك الأعماق والذي ليس بالضروره رجل طاعن في السن محدودب الظهر بقدر ما هو طاعن في مشاعره ومسن بتجاربه ومعاناته التي اجادت الشاعره بوصفها في هذه التسميه "رجل منهك الأعماق"
العنوان لوحده كان قصيدة مكتمله لا يفهمها إلا من كان بارعاً في فك طلاسم الرمزيه الحديثه....
*برز في النص إستخدام الصفه والموصوف والتي أدت الى شحن العباره احيانا وإفقارها في احيان أخرى وهذا مرده الى الطبيعة المزدوجه للصفه. فهي قد ملأت النص بالعرامه والفوضى المحببتين و إشتحن أحياناً بالمفاجئ المثير.....
الصفه كانت في الغالب ليست إمتداداً للموصوف أو توسيعاً لدائرته فهي لم تكن إسهابا او اطالة ولم تضف له ركاما وحشواً في اللغه.
بل كانت عاملاً مساعدا لفتح العقل والقلب على ما خفي من خصائص الموصوف و حقيقته, وبهذه الطريقه إكتسب الوصف هناميزة ساعدت في إيصال النص الى وعي القاري وقلبه...
بالدهاء الفطري؟
رجل منهك
عصافير مسجونه
الحب المقيد
كما أن النص شهد مبالغة شديده في إستخدام العطف مما أعطى النص سلاسة و مرونه ولكن في نفس الوقت تخمة غير طبيعيه وإن كانت مرت على المتلقي بدون أن يلحظها والسبب بزعمي هو روح النص الجياشه وحرارة المشاعر المغروسه في جنبات هذا النص الجميل.
ولكن يبقى إستخدام العطف أكثر من المألوف , فالعطف يستمد حيويته من التناقض الذي يشع من المعطوفات التي منها ما يضمه جوار غير مستقر مع معطوفه او رابطة متنافره او خلخلة في تجانس المعطوف مع سياق الجمل.
خلاصة القول بأن إستخدامات العطف في النص لم تكن موفقة كثيراً ولكن جمال النص وحيويته وصدقه مررها على جمهور القراء بكل سهوله.
*تمنيت لو أن الشاعره حاولت في بعض الاحيان الاستغناء عن حروف العطف حتى تعطي النص سرعة وكثافه وبلاغة أكثر ...
وبالدهاء
وفي الشتاء
ولكن موتي
وحينما اضع المسافه
وعقلي اضعاف اضعاف
فقد عشته اكثر من
وتضاعف مع
وعن كفاف مشاعر
وفي جزئك
واغادرها بضحايا
ولا احب احواض الاسماك واعتقالاتها
ولا احب الحب المقيد
ولا احب ان تقيديني وتسجنني بشعور
فلا انت ستملكني
ولا حبك
ولا السماء
ولا الارض
ومبدأ آخر
وانتحار آخر؟؟؟؟
لن أطيل أكثر وإلا فإن النص ملئ بمواطن الجمال ويستطيع كل قارئ وناقد متبصر أن يخرج بكثير من الدروس والفوائد منه على الرغم من شعوري بأن النص قد كتب في عجالة من الزمن وفي حالة مخاض فكري مفاجيئ لم يخطط له نتج عنه ولادة مستعجلة لنص يضج بالحيويه والنشاط ولم يؤثر في جماله هذه الولادة المبكره...
أرجو المعذره من الشاعره الرائعه "سحايب" على تطاولي وجرأتي في محاولة فك طلاسم هذا النص العجيب, وعلى الإطالة على كل قارئ...
اخوك,













تعليق