إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

درويشيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • درويشيات

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    ساحاول في هذا الموضوع جمع عديد قصائد شاعر الانتفاضة محمود درويش ليكون ديوانا و مرجعا لقصائد هذا الشاعر المتميز...

  • #2
    عابرون في كلام عابر

    ايها المارون في الكلمات العابرة
    احملوا أسمائكم وانصرفوا
    وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و أنصرفوا
    وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
    و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
    انكم لن تعرفوا
    كيف يبني حجر من ارضنا سقف السماء

    ايها المارون بين الكلمات العابرة
    منكم السيف - ومنا دمنا
    منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا
    منكم دبابة اخرى- ومنا حجر
    منكم قنبلة الغاز - ومنا المطر
    وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
    فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
    وادخلوا حفل عشاء راقص..و انصرفوا
    وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء
    و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء

    ايها المارون بين الكلمات العابرة
    كالغبار المر مروا اينما شئتم ولكن
    لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
    خلنا في ارضنا ما نعمل
    و لنا قمح نربيه و نسقيه ندى اجسادنا
    :و لنا ما ليس يرضيكم هنا
    حجر.. او خجل
    فخذوا الماضي،اذا شئتم الىسوق التحف
    و اعيدوا الهيكل العظمي للهدهد، ان شئتم
    على صحن خزف
    لناما ليس يرضيكم ،لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل

    ايها المارون بين الكلمات العابره
    كدسوا اوهامكم في حفرة مهجورة ، وانصرفوا
    واعيدوا عقرب الوقت الى شرعية العجل المقدس
    !او الى توقيت موسيقىمسدس
    فلنا ما ليس يرضيكم هنا ، فانصرفوا
    ولنا ما ليس فيكم : وطن ينزف و شعبا ينزف
    وطنا يصلح للنسيان او للذاكرة
    ايها المارون بين الكلمات العابرة
    آن ان تنصرفوا
    وتقيموا اينما شئتم ولكن لا تقيموا يننا
    آن ان تنصرفوا
    ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتو بيننا
    فلنا في ارضنا مانعمل
    ولنا الماضي هنا
    ولنا صوت الحياة الاول
    ولنا الحاضر،والحاضر ، والمستقبل
    ولنا الدنيا هنا...و الاخرة
    فاخرجوا من ارضنا
    من برنا ..من بحرنا
    من قمحنا ..من ملحنا ..من جرحنا
    من كل شيء،واخرجوا
    من ذكريات الذاكرة
    ايها المارون بين الكلمات العابرة!..


    .......................................... محمود درويش .........................

    تعليق


    • #3
      ليس سوى العراق

      أَتذكَّرُ السيّابَ، يصرخُ في الخليج سُدي:
      عراقُ، عراقُ، ليس سوي العراق..
      ولا يردُّ سوي الصدي.
      أتذكَّرُ السيَّاب.. في هذا الفضاء السُومَريِّ
      تغلبَتْ أنُثي علي عُقم السديمِ،
      وأورَثتنا الأرضَ والمنفي معا.
      أتذكَّرُ السيَّابَ... إن الشعَر يُولدُ في العراق،
      فكُنْ عراقياً لتصبح شاعراً يا صاحبي!
      أَتذكر السيَّاب... لم يَجِد الحياةَ كما تَخيَّل
      بين دجلةَ والفراتِ، فلم يُفكِّرْ مثلَ
      جلجامشْ بأعشابِ الخلود. ولم يفكِّر بالقيامة
      بعدها...
      أتذكَّرُ السيَّاب... يأخذُ عن حمورابي الشرائعَ
      كي يُغَطي سَوْءةً ويسير نحو ضريحه
      أتذكَّرُ السيَّاب، حين أُصَابُ بالحُمَّي وأهْذِي:
      إخوتي كانوا يُعدُّون العشاءَ لجيش هولاكو،
      ولا خَدَمٌ سواهُمْ... إخوتي!
      أتذكر السيّاب... لم نحلم بما لا يستحق
      النَحْلُ من قُوتٍ، ولم نحلم بأكثَر من
      يَدَينِ صغيرتين تُصافحان غيابنا...
      أتذكرُ السيَّابَ... حدَّادون مَوْتي ينهضون
      من القبور ويصنعون قُيُودَنا!
      أتذكَّرُ السيَّابَ... إنَّ الشعر تجرَبةٌ ومنفي،
      توأمان، ونحن لم نحلم بأكثَر من حياةٍ
      كالحياة، وأن نموت علي طريقتِنا:
      عِراقُ، عراقُ، ليس سوي العراق .

      .............................................. محمود درويش.......

      تعليق


      • #4
        سجل انا عربي

        بـطـاقـة هـويـة





        سجِّل!

        أنا عربي

        ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ

        وأطفالي ثمانيةٌ

        وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!

        فهلْ تغضبْ؟



        سجِّلْ!

        أنا عربي

        وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ

        وأطفالي ثمانيةٌ

        أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،

        والأثوابَ والدفترْ

        من الصخرِ

        ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ

        ولا أصغرْ

        أمامَ بلاطِ أعتابكْ

        فهل تغضب؟



        سجل!

        أنا عربي

        أنا إسمٌ بلا لقبِ

        صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها

        يعيشُ بفورةِ الغضبِ

        جذوري...

        قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ

        وقبلَ تفتّحِ الحقبِ

        وقبلَ السّروِ والزيتونِ

        .. وقبلَ ترعرعِ العشبِ

        أبي.. من أسرةِ المحراثِ

        لا من سادةٍ نجبِ

        وجدّي كانَ فلاحاً

        بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!

        يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ

        وبيتي كوخُ ناطورٍ

        منَ الأعوادِ والقصبِ

        فهل ترضيكَ منزلتي؟

        أنا إسمٌ بلا لقبِ!



        سجل!

        أنا عربي

        ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ

        ولونُ العينِ.. بنيٌّ

        وميزاتي:

        على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه

        وكفّي صلبةٌ كالصخرِ

        تخمشُ من يلامسَها

        وعنواني:

        أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ

        شوارعُها بلا أسماء

        وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ

        فهل تغضبْ؟



        سجِّل

        أنا عربي

        سلبتَ كرومَ أجدادي

        وأرضاً كنتُ أفلحُها

        أنا وجميعُ أولادي

        ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي

        سوى هذي الصخورِ..

        فهل ستأخذُها

        حكومتكمْ.. كما قيلا؟!!

        إذن!

        سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى

        أنا لا أكرهُ الناسَ

        ولا أسطو على أحدٍ

        ولكنّي.. إذا ما جعتُ

        آكلُ لحمَ مغتصبي

        حذارِ.. حذارِ.. من جوعي

        ومن غضبي!!

        تعليق

        يعمل...
        X