من المسئول عن سرقة زهو الشاعرة بنفسها ؟


من المسئول عن سرقة زهو الشاعرة بنفسها ؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكاتبة الرائعة (فاطمة العتيبي) صاحبة زاوية نهارات أخرى بجريدة الجزيرة السعودية ذكرت في احدى حواراتها موقف حصل لها في بداياتها الكتابية ، تقول : }عندما اصدرت مجموعتي ” احتفال بأني أمرأه ” وصلتني رسالة من مجهول على مدرستي بعنيزة تتوعدني بالويل والثبور على اسلوبي الرمزي وكان ذلك في أوائل التسعينيات الميلادية ..ولكم إن تتخيلوا فتاة في العشرين وفي مجتمع صغير يصلها مثل ذلك في مقر عملها…هذا مايضحكني الآن ،لاأدري كيف تسربت مثل هذه المواقف من ذاكرتي وغيرها مع انها سرقت مني اجمل زهو حيث كافحت كثيراً كي ابدو مباشرة واثبت اني سوية الفكر { انتهى كلام فاطمة العتيبي !

كان هذا الموقف في اوائل التسعينيات وللأسف مازال صوت الجهل يعلو اكثر فأكثر ..وقد تجاوز الأمر مسألة سوء النوايا والتفسيرات المشوههة لرموز قصيدة الشاعرة وغيرها الي الجعل من قضية الاسم المستعار شغلا شاغل الجميع..! تأتي الشاعرة وهي متفتقة الإبداع لتعلق في شرك الجهل المركب ..فالمجتمع الذي دفعها للوذ خلف الإسم المستعار هو ذاته من يرجمها الآن بدعوى التستر والتزييف وراء الاسماء النسائية المستعارة.!
لماذا كثرت في الآونة الأخيرة المقالات حول قضية الإسم المستعار ؟ لماذا جعل من هذا الإمر “مسمار جحا ” كي تفرد المقالات وتحتدم النقاشات حول احقية المرأة الكتابية والأدبية من عدمها؟ ومن خوّل هؤلاء بنصب المحكامات واصدار الأحكام الغيابية في حق الشاعرة ؟
هل لإن المرأة دائماً الجدار القابل للسقوط ؟
ماذنب الشاعرة الحقيقية التي اعتصرت الزمن العقيم لتأتي بالشعر وتنثره على الربى لتُهاجم ويتم ادراج اسمها مع المزيفون والمتسترون من اشباه الرجال ..اي حكم جائر هذا الذي نطق به ؟!
اين العدل في ذلك ؟..! إذا كان ثمة من يتستر باسم نسائي منهم ويملكون ادلة دامغة فلماذا لايقاضى المتستر وتترك الشاعرة وشأنها؟ ..!
لماذا لم يأتي حتى الآن من يمتلك الجرأة الأدبية ليفرد مقالاً تاريخياً ويكتب قائمة بأسماء شاعرات مزيفات ويضع جدولاً بإسم الشاعرة ومن يكتب خلف هذا الإسم ؟ لاتأخذه بذلك لومة لائم ولا حرج من اسم كبير متورط بهذا الفعل المشين والمنافي لأخلاقيات الرجل ؟! فلتسقط عروش الزيف الوهمية عن تلك الأسماء التي ابتلينا بها كشاعرات حقيقيات ..!

الشعر هبة من الله للذكر والأنثى ..من حق المرأة إن تكتب الشعر وتمارس الأدب وتسهم في دفع عجلة التطور المعرفي ..ومن يرى غير ذلك فعليه إن يتخفى هو بالإسم المستعار ..!
لإن الشعر ليس عاراً بل العار هو الجهل السرمدي لمن توسمنا بهم التحضر والسمو بعقولنا من كتاب ونقاد ..

بكل اسف نأتي ونحن في قمة الزهو بقدراتنا الشعرية وماان نصطدم بواقع مجتمعنا حتى يخبو الزهو شيئاً فشيئاً الى إن ينتهي بنا ..!

بقلم : كبرياء


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 14 =